عدد المساهمات : 125 نقاط : 20958 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 العمر : 38
موضوع: الكذب والإيمان.. هل يجتمعان؟ الجمعة أبريل 02, 2010 12:22 pm
السؤال[/size]
أرجو أن تفيدوني في المسألة التالية؛ التي أخشى أن تكون سببًا في تنفير بعض الناس عن الإسلام، حينما يرون التناقض بين تعاليم الإسلام وبين أفعال وسلوكيات البعض من أتباع الإسلام، وسؤالي هو: هل يمكن أن يجمع شخص مسلم، بين خصلة الكذب وحقيقة الإيمان، فقد وجدنا بعض المسلمين يؤدي جميع فرائض الإسلام، ومع ذلك لا يتورع عن الكذب، فهل يُعتبر هذا الشخص من المؤمنين؟ وهل هناك كذب أبيض وآخر أسود؟!! وما هي أشنع أنواع الكذب؟ وما هي عقوبة الكاذب في الدنيا والآخرة؟
ومن مظاهر الكذب البشعة:
الكذب على الأولاد، فكثيرًا ما يكذب الوالدان على أولادهما الصغار رغبة في التخلص منهم أو تخويفًا لهم كي يكفوا عن العبث واللعب أو غير ذلك، وكثيرًا ما يطلقون كلمات خبيثة في الكذب، كقولهم: إن فعلت كذا الله يخنقك أو يعذبك، وهو تكذيب للشريعة أيضًا، إذ إن المقرر عند المسلمين أن الولد الذي دون البلوغ غير مكلف، ولا عذاب عليه فيما يعمله قبل البلوغ، ولا شك أن هذه صورة سيئة، وقدوة أسوأ، وإهمال في التربية والتوجيه، فينشأ الولد على ذلك، وقد تلقن الكذب من أمه وأبيه ثم يطالب أن يكون صادقًا!!.
حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أحد الآباء يقول لابنه مرة: سأعطيك كذا وكذا، فقال له: "هل تنوي أن تعطيه؟، قال: لا، قال: إما أن تعطيه وإما أن تَصْدُقََه؛ فإن الله نهى عن الكذب، قال: يا رسول الله، أهذا من الكذب؟، قال: "نعم، إن كل شيء يكتب، الكذبة تكتب كذبة، والكذيبة تكتب كذيبة" رواه أحمد وابن أبي الدنيا
وزد على ذلك: ما اشتهر من الكذب في البيوع والعقود وما يتعلق بالأموال،، وأبشع من قول الكذب إستحلاله، والظن أنه يسامح فيه في الهزل، أو في أول شهر نيسان؛ لأن من يدعي حل الكذب على الإطلاق، أو في يوم معين كأول نيسان، فقد أحل أمرًا حرمه الله، ومعلومة حرمته بين الناس، فمستحل الحرام كمحرم الحلال.
ونص الفقهاء: أن من أحل حرامًا معلومًا من الدين بالضرورة أي لايخفي علمه على عامة الناس وعلمائهم فقد كذب الشرع، ومن كذب الشرع فقد كفر، فليحذر من هذه العادة القبيحة التى انتشرت بين الناس، وليعلم أن الكذب في مثل ما ذكرنا كله قبيح، وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، كما يهون ويلون البعض الكذب، بأن هناك كذبة بيضاء، ومتى كان الكذب أبيض وهو الذي يتبرء منه ويتهرب منه من هو فيه، لو قلت للكذاب أنت كذاب لقال لا!! يكفي خزيًا في الكذب أن يتهرب من كان فيه منه، وأن لا يوسم بالكذب إلا الأراذل من الناس؛ ولذلك نزه الله تعالى وعصم أنبياءه الكرام عن الكذب؛ ليكونوا أسوة لغيرهم - صلوات الله عليهم أجمعين.
والكذب يتفاوت قطعًا، فكلما كان ضرره أشد كان النهي عنه أعظم، والإثم فيه أكبر، وهناك كذب يُعتبر من الصغائر، وكذب يُعتبر من الكبائر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملك كذَّاب، وعائل مستكبر" رواه مسلم.
وهؤلاء المذكورون في الحديث يرتكبون المعصية دون حاجة إليها.
أقوال السلف رحمهم الله، في الكذب:
قال عبد الله بن مسعود: إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيه، وإنه ليكذب ويتحرى الكذب حتى ما يكون للصدق في قلبه موضع إبرة يستقر فيه.
وقال أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه: إياكم والكذب؛ فإنه مجانب الإيمان.
وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: المؤمن يطبع على الخلال كلها، غير الخيانة والكذب.
وقال عمر رضي الله عنه: لا تبلغ حقيقة الإيمان حتى تدع الكذب في المزاح.
وختامًا:
نرجو أخانا الكريم أن نكون قد وفقنا في الإجابة عن أسئلتك واستفساراتك، وبيان وجه الحق فيها، وفقنا الله تعالى وإياك إلى ما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.