الاكراد هم شعوب تعيش بعض دول الشرق الأوسط وهي:إيران (جنوب غرب)،
العراق (شمال شرق)، تركيا (الجنوب)، سوريا (أقلية صغيرة). ويطلق القوميون
ال
أكراد مسمى جدلي وهو
كردستان على الأراضي التي يقطنونها حاليأ،
محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى، ويرى انها كانت تقطن
كردستان منذ فجر التاريخ "ويسميها محمد أمين زكي" شعوب
جبال زاكروس"، وحسب رأي المؤرخ المذكور شعوب "لولو، كوتي، كورتي،
جوتي، جودي،
كاساي، سوباري،
خالدي،
ميتاني،
هوري أو حوري، نايري"، وهي كما يراها الأصل القديم جداً للشعب الكردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو-أوروبية التي هاجرت إلى
كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية وهم "
الميديين والكاردوخيين"، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معاً الأمة الكردية
[1].
هناك نوع من الإجماع بين المستشرقين والمؤرخين والجغرافيين على اعتبار المنطقة الجبلية الواقعة في شمال
الشرق الأوسط بمحاذاة
جبال زاكروس وجبال طوروس المنطقة التي سكنت فيها الشعوب التي يحتمل كونها أسلاف للأكراد منذ القدم ويطلق الأكراد تسمية
كردستان على هذه المنطقة وهذه المنطقة هي عبارة عن أجزاء من شمال
العراق وشمال غرب
إيران وشمال شرق
سوريا وجنوب شرق
تركيا ويتواجد الأكراد بالإضافة إلى هذه المناطق بأعداد قليلة في جنوب غرب
أرمينيا وبعض مناطق
أذربيجان ولبنانويعتبر الأكراد من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً
سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب
الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى في مجال مستقبلهم
السياسي وقد إزداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد
التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في
العراق عقب
حرب الخليج الثانية، وتشكيل الولايات المتحدة ل
منطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان
إقليم كردستان في شمال العراق.
الجذور التاريخيةوهنا السؤال حول منشأ الكرد الذي يدور حول فرضيتين:
- جذور الكرد نشأت من الشعوب الناطقة باللغات الهندو - أوروبية (وهي الشعوب التي تتكلم لغة أصلها نظريا المنطقة بين الهند وشرق أوروبا) [2][3][4].
- هناك عدد من النظريات حول نشوء الأكراد:
- النظريات في المؤلفات الإسلامية لها تعريف للأكراد وهم "بدو الفرس"، كما أورد ابن خلدون في المقدمة.
لاتباع المنهج الأكاديمي في البحث عن جذور الأكراد لجأ الباحثون
وعلماء الآثارإلى البحث عن شعوب قديمة في المناطق التي كانت مسكونة من الأكراد منذ
القدم، وفكرة البحث كانت التعرف على الشعوب التي كانت مستقلة من ناحية
اللغة،
وكانت تربط أفرادها خصائص مشتركة تميزهم عن بقية الشعوب المعروفة في بلاد
ما بين النهرين، وتم من خلال هذه الأبحاث التعرف على بعض الشعوب التي
قد تكون عبارة عن الجذور القديمة للأكراد، وهذه الشعوب هي:
- ذكر المؤرخ اليوناني زينفون (427 - 355) قبل الميلاد في كتاباته شعباً وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية"، وأطلق عليهم تسمية كاردوخ التي تتكون من كورد مع لاحقة الجمع ي اليونانية القديمة (وخ) أو كوردوس Curdos باليونانية الحديثة كاردوخيون وهم الذين هاجموا الجيش اليوناني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استناداً لزينفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا [39]. ولكن بعض المؤرخين يعتبرون الكوردوخيين شعوباً هندوأوروبية اظمت لاحقاً إلى الشعب الكردي الذي باعتقاد البعض يرجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس الغير هندوأوروبية.
كما أن في قصص الأنبياء أن الأكراد هم من أصول(آرية) أي أبناء
آري وآري هو ابن نوح علية السلام.
من ناحية علم
الأنثروبولوجيا يرى العلماء أن الأكراد بغالبيتهم العظمى ينتمون إلى
عنصر الأرمنويد.
ويقول المؤرخ العراقي الكبير مصطفى جواد في كتابه اصول التاريخ ان من اهم
الشخصيات الإسلامية الكردية الامام عبد القادر الجيلاني المولود في قرية
الجيل بين جلولاء وخانقين وصلاح الدين الايوبي المولود شمال تكريت والامام
ابن تيمية المولود شمال سورية
الكيانات الكرديةاستناداً إلى د.زيار في كتابه "إيران...ثورة في انتعاش"، والذي طبع في
نوفمبر 2000 في
باكستان [9]، فإنه بحلول سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من
نهر الفولغا شمال
بحر قزوين واستقرا في
إيران، وكانت القبيلتان هما الفارسيين
والميديين.
أسس الميديون الذين استقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الأخرى
في الجنوب في منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم بارسيس، ومنها اشتق
اسم فارس. غير أن الميديين والفرس أطلقوا على بلادهم الجديدة اسم
إيران، التي تعني "أرض الآريين"
[10].
هناك اعتقاد راسخ لدى الأكراد أن
الميديين هم أحد جذور الشعب الكردي، وتبرز هذه القناعة في ما يعتبره الأكراد
نشيدهم الوطني، حيث يوجد في هذا النشيد إشارة واضحة إلى أن الأكراد هم "أبناء الميديين"، واستناداً إلى المؤرخ الكردي
محمد أمين زكي(1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" فإن الميديون وإن لم
يكونوا النواة الأساسية للشعب الكردي فإنهم انظموا إلى الأكراد وشكلوا حسب
تعبيره "الأمة الكردية".
يستند التيار المقتنع بأن جذور الأكراد هي جذور
آرية على جذور الميديين، حيث أن هناك إجماعاً على أن الميديين هم أقوام آرية. استناداً إلى كتابات
هيرودوت فإن أصل الميديين يرجع إلى شخص اسمه
دياكو الذي كان زعيم قبائل منطقة
جبال زاكروس، وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد حصل الميديون على استقلالهم وشكلوا
إمبراطورية ميديا،
وكان فرورتيش (665 - 633) قبل الميلاد أول إمبراطور، وجاء بعده ابنه
هووخشتره. وبحلول القرن السادس قبل الميلاد تمكنوا من إنشاء إمبراطورية
ضخمة امتدت من ما يعرف الآن
باذربيجان، إلى آسيا الوسطى
وأفغانستان. اعتنق الميديون الديانة
الزردشتية، وتمكنوا في 612 قبل الميلاد من تدمير عاصمة
الأشوريين في
نينوى. ولكن حكمهم دام لما يقارب 50 سنة حيث تمكن الفارسيون بقيادة الملك الفارسي
كورش بالإطاحة بالميديين وكونوا مملكتهم الخاصة (
الإمبراطورية الاخمينية)
[10].
يعتبر بعض المؤرخين
مملكة كوردوخ التي تم السيطرة عليها من قبل
الإمبراطورية الرومانيةعام 66 قبل الميلاد، وحولوها إلى مقاطعة تابعة لهم كثاني كيان كردي مستقل؛
حيث كانت هذه المملكة مستقلة لفترة مايقارب 90 سنة من 189 إلى 90 قبل
الميلاد، حيث سيطر
عليهاالأرمينيون ثم
الرومان،
والفرس بعد ذلك، ويعتبر بعض المؤرخين الكاردوخيين أقوام انظموا إلى الشعب الكردي مع
الميديين وشكلوا معاً الأمة الكردية.
بعد سقوط هاتين المملكتين تشكلت عدة دول كردية وكانت حدود ومدى
استقلالية هذه الدول تتفاوت حسب التحالفات والضغوط الخارجية والصراعات
الداخلية ومن الأمثلة على هذه الدول:
الدولة الحسنوية البرزيكانية والدولة الشدادية والدولة الدوستكية المروانية والدولة العنازية والدولة الاردلانية والدولة السورانية والدولة البهدينانية والدولة البابانيةاللغةيتكلم الأكراد اللغة
الكردية وهي تنتمي إلى فرع من
اللغات الإيرانية والتي تنتمي بدورها إلى مجموعة اللغات
الهندو أوروبية وهناك بعض المصادر التي ترجح بأن الأكراد كانوا يتكلمون اللغة
الحورية القديمة وذلك لتأثر اللغة الكردية بها من حيث التركيب اللغوي، معظم الأكراد يتكلمون لغات الأقوام المجاورة لهم مثل
العربية والتركية والفارسية كلغة ثانية، وتنقسم اللغة الكردية إلى أربعة لهجات:
- اللهجة الكرمانجية الشمالية ومنها (البهديانية والبوتانية والهكارية والأركزية والشكاكية).
- اللهجة الكرمانجية الجنوبية ومنها (السورانية والأردلانية والهورامانية والكورانية والموكريانية)
- اللهجة اللورية ومنها (الكلهورية والفيلية واللكية والبختيارية)
- اللهجة الزازكية.
إن بعض المصادر المتخصصة تعتبر اللهجات الزازكية واللورية لغات مستقلة
بحد ذاتها لأن بعض مفرداتها تختلف كثيرا عن باقي اللهجات الكردية ولكن
بعيد عن الحقيقية.