[sub]
كتـب المقال الدكتور مرزوق العمري جامعة باتنة |
تنوعت مجالات الإبداع الحضاري عند المسلمين حتى استوعبت مختلف مناحي الحياة، منها المجال العمراني الذي لا تزال منجزاته تشهد على تفوق المسلمين فيه مثل قصر الحمراء في الأندلس، ومثل مساجد مصر والشام واسطنبول وغيرها، وغير هذه المباني الجزئية (=القصور والمساجد)، هناك مدن بأكملها بعضها لا يزال قائما وبعضها الآخر صار أطلالا، ولكنه يشهد على سبق المسلمين في مجال المعمار، ويبرز ذوقهم فيه، ومن هذه المدن قلعة بني حماد في الجزائر. تأسيسها:
يعود تأسيس مدينة القلعة إلى الفترة التي قويت فيها شوكة الفاطميين في بلاد المغرب الإسلامي، وفي الفترة التي كان المعز لدين الله الفاطمي يفكر في الانتقال إلى القاهرة وجعلها عاصمة له. ولما رحل سنة362هـ إلى القاهرة استخلف على إفريقية (= تونس) وعلى المغرب الأوسط (=الجزائر ) بلكين بن زيري، فقام هذا الأخير بأعباء الدولة وأسس مملكة هي المملكة الصنهاجية، نسبة إلى إحدى القبائل البربرية الكبرى وهي قبيلة صنهاجة التي ينتسب إليها.
ولما مات بلكين بن زيري سنة 373هـ خلفه أبناؤه على هذه المملكة منهم المنصور الذي تولى خلافة والده بلكين بعد وفاته مباشرة، ومنهم حمّاد مؤسس مدينة القلعة ومؤسس الدولة الحمادية، وهو أول ملك لها وهو الذي مارس الحكم قبل تأسيس الدولة الحمادية، فقد تولى لأخيه المنصور حكم المغرب الأوسط (=الجزائر) بعد وفاة والده من 373هـ إلى غاية سنة 386هـ(1).. أي أنه كان واليا على الجزائر قبل تأسيس الدولة الحمادية لمدة 13 سنة، ثم انفرد بحكم الجزائر بعد ذلك سنة387 هـ حسب ما يذكر ابن خلدون.
وتذكر تراجم حماد بن بلكين مؤسس مدينة القلعة أنه كان يتصف بكل مواصفات الشخصية القوية وامتلاك القدرة على الملك، قال عنه لسان الدين بن الخطيب: بأنه«نسيج وحده وفريد دهره وفحل قومه، ملكا كبيرا وشجاعا ثبتا وداهية حصيفا، قد قرأ الفقه بالقيروان ونظر في كتب الجدال»(2).
وقال عنه المؤرخ التونسي عثمان الكعاك: «كان حماد ملكا قوي النفس ثابت الجأش حديدي العزيمة باسلا شجاعا عصاميا داهية حصيفا، قد أقام عماد الدولة وثبت أركانها ورتب شؤونها نشأ بالقيروان وقرأ بها الفقه وتأدب بها وحسن تأديبه»(3).
أما عن تأسيسه لمدينة القلعة فيعود إلى سنة 398هـ؛ أي بعدما استقل بحكم الجزائر بنحو إحدى عشرة سنة، وهذا التاريخ هو الذي يذكره ابن خلدون لتأسيس مدينة القلعة(4). وهو الراجح خلاف ما ذهب إليه ياقوت الحموي في معجم البلدان؛ إذ يذكر أنها أسست في حدود سنة370هـ، كما يذكر أنها ببلاد المغرب الأدنى(5).
والذي يرجح قول ابن خلدون أن بلكين بن زيري في سنة 370هـ لا يزال على قيد الحياة وكان هو الملك، والملك يومها لم يؤل إلى أبنائه لا المنصور ولا حماد، كما أن حماد بعد وفاة والده لم يستقل بجكم الجزائر إلا سنة387هـ ثم بعد انفراده بحكمها بسنوات أسس مدينة القلعة، كما أن ياقوت الحموي يذكر بأنها بالمغرب الأدنى، وهذا خطأ، لأن المغرب الأدنى هو تونس، ومدينة القلعة تقع بالمغرب الأوسط الذي هو الجزائر.
تقع مدينة القلعة بمحاذاة جبل يعرف بجبل كتامة جنوب شرق مدينة المسيلة، وذكر ابن خلدون أن جبل كتامة كانت به بعض القبائل من عرب بني هلال، كما نقل إلى القلعة أهل المسيلة وأهل جراوة وهم قبيلة من قبائل المغرب وتقع المدينة موقعا تتعاقب عليه الفصول المختلفة وهو موقع عسكري من الأهمية بمكان.
هندستها:
أما عن هندستها فقد أسندت إلى مهندس نصراني يدعى بونياش فأقامها على أصول هندسية حكيمة، وقيل أنه كان يقلد في ذلك البناية العراقية دون أنه يهمل الأصول القومية المحلية للعمارة في المغرب الإسلامي(6). تتكون المدينة من قصور ومباني ومساجد، كما كان يحيط بها سورا، قال ابن خلدون: «تم بناؤها وتمصيرها على رأس المائة الرابعة، وشيد بها حماد المباني والأسوار واستكثر فيها من المساجد والفنادق فاستبحرت في العمارة واتسعت في التمدن»(7).
من أهم ما تميزت به هندسة المدينة قصورها الكثيرة منها:
1 - قصر المنار: ويشتمل على عدة بنايات مزخرفة، صارت تقلدها صقلية والمشرق فيما بعد، وقد كان قصر المنار صرحا عاليا، له صومعة تشتمل على جملة مرايا لإرسال العلائم في النهار، وتوقد بأعلاها النار بالليل للتراسل، وهو أسلوب كان ساريا في ذلك الوقت، وحينما هدم هذا القصر رثاه أحد الشعراء الحماديين بقوله:
ألا ليت شعـري هل أبيتن ليلة بوادي الجوي ما بين تلك الجداول؟
وهل أسمعن تلك الطيور عشية تجاوب في تلك القصور الجـداول؟
وهل أردن عين السلام على الصدا فابرد من حـر الضلوع النـواهل؟
وانـظر ظيفـان المنـار مطـلة على الوجنات الزاهـرات الخمائل
كأن القبـاب المشرفات بأفقـه نجـوم تـبدت في سعـود المنازل
فصبرا جميلا غير أن صبابتي ستبقى بقاء الطالعات الأوافل
2 - قصر البحر:وهو دار الإمارة، ويحتوي على عدة مرافق منها: دار العدل، وبناية خاصة بالاستقبالات الرسمية وتشتمل على عدة قاعات وفي مقدمته مكتب للحاجب، وبداخل هذا القصر حوض مائي قدر طوله بحوالي:60م وعرضه15 م تحيط به القاعات والأروقة.
3 - قصر الأمير: وهو عبارة عن سكنات خاصة بالأمراء، وهو مقام حريمهم ويحتوي على بيوت عديدة، وقاعات كثيرة زينت بنقوش جميلة، وزخرفت بالفسيفساء و الزليج، وتحيط بهذه البيوت والقاعات حدائق غناء.
4 - قصر الملك: وقد كان غاية في الجمال وأحسن وصف له وصف الشاعر ابن حمديس الصقلي الذي قال فيه:
أعمر بقصر الملك ناديك الذي أضحى بمجدك بيته معمـورا
قصر لو أنك قد كحلت بنوره أعمى لعاد إلى المقـام بصيرا
أبصرته فرأيته أبـدع منظـر ثم انثنيت بناظري مسحـورا
بالإضافة إلى القصور، اشتهرت المدينة بمساجدها منها المسجد الجامع الذي اعتبره المؤرخون من أعظم البنايات المغربية، قدر طوله ب66 مترا، وعرضه54 مترا، أما عن زينته وزخرفته فقد كان يضاهي قصور القلعة وله صومعة طولها25 مترا، ولا تزال قائمة حتى الآن وجعلت أعمدته من الرخام الخالص، هذا بالإضافة إلى المباني العامة والأسواق والجسور.
كما كان يحيط بالمدينة سور كله من الحجارة يقرب علوه من متر ويحيط بها على استدارة نحو سبعة أميال تتخلله سبعة أبواب في الاتجاهات المختلفة منها: باب الجنان، باب جراوة، وباب الأقواس.
مما تميزت به هندسة المدينة طريقة تزويدها بالماء، فقد استجلب بنو حماد الماء إلى القلعة من أحد الأنهار المجاورة، وأجروه سواقي وجداول في شوارعها وجعلوا الحنفيات في القصور والمساجد والحارات، كما جعلوا الصهاريج ومحابس الماء تتخلل مواضع عديدة من المدينة، وهكذا أخذت مدينة القلعة تتطور وتتسع وتزدهر وانتعشت بها الحياة، حتى صارت من أعظم المدن الإسلامية قال عنها الكعاك: «أخذت تسير سيرا حثيثا نحو التقدم، وأصبحت عاصمة تعادل المملكة التي أسسها الزيريون الحمامدة، فكانت من أعظم مدن الزاب وأجملها وأغناها، وأعمرها، وأخصها معالم جميلة وقصورا منيفة، ومنازل بحيث تدهش الناظرين»(. ومن خلال هذه الملامح العامة لهندسة المدينة تبدو أنها كانت حصنا منيعا، وقد ذهب ياقوت الحموي إلى أنها تشبه في تحصنها ما يحكى عن قلعة أنطاكية(9).وهذا يوحي بأنه كان يتصورها قلعة كمركز قيادة أو دار إمارة، وهي غير ذلك فهي مدينة متكاملة، وهي العاصمة الأولى للدولة الحمادية.
نشاطها الثقافي والاقتصادي: لما بلغت القلعة هذا المبلغ من التقدم صارت تهتم بالناحية الاقتصادية فكثرت فيها الحرف والصناعات المختلفة، قال عن مصنوعاتها ياقوت الحموي: «يتخذ بها لبابيد الطيلقان جيدة غاية، وبها الأكسية القلعية الصفيقة النسيج الحسنة المطرزة بالذهب، ولصوفها من النعومة والبصيص بحيث ينزل من الذهب منزلة الإبريسيم»(10).
كما توصلت بعض الدراسات الأثرية حديثا إلى العثور على أوان من الخزف عليها كتابات بالخط العربي وقارورات زجاج؛ مما يدل على أن القلعة كانت تشهد صناعة خزفية وزجاجية متطورة، وهذه الحركية الاقتصادية جعلت من القلعة مدينة تشد إليها الرحال ويؤمها التجار من أمصار مختلفة من العراق والحجاز ومصر والشام وسائر بلاد المغرب.
وقد صاحب رقيها العمراني والاقتصادي رقي ثقافي وعلمي، لقد جعل منها الحماديون دار علم وأدب، ومصدر رقي فكري حتى صارت تضاهى القيروان في تونس وقرطبة في الأندلس، وقد ساعد على ذلك الاستقرار الداخلي للدولة من جهة، ومن جهة ثانية طبيعة أهلها وحبهم للعلم، فقد قال عنهم ياقوت الحموي: «لأهلها صحة مزاج ليس لغيرها»(11).
وقد نبغ بالقلعة الكثير من العلماء منهم أبو عبد الله محمد بن علي الصنهاجي الذي نشأ بالقلعة وأخذ العلم عن شيوخها، وعن شيوخ بجاية والجزائر، قيل عنه بأنه كان شاعرا ظريفا بليغا ومؤرخا مطلعا جامعا للأخبار، وهو أحد أشهر المؤلفين في زمانه.
وقد أشار الغبريني في كتابه «عنوان الدارية» إلى عدد كبير من العلماء الذين كانت بداية طلبهم للعلم في القلعة ثم رحلوا بعد ذلك إلى مدينة بجاية(12). كما برز في القلعة أيضا نساء شاعرات وسياسات مثل عائشة العمّارية وبلّاره بنت الشاعر تميم بن المعز بن باديس اللتان قال فيهما الشاعر الجزائري المعاصر مفدي زكريا:
وتنبئك عائشة كيف كانت تـرق وتقسو على بعضنا
وفي القصر تختال بـلارة تشع الضياء وتفشي السنا
وعائشة هذه تعتبر من أشعر الشاعرات النساء في الدولة الحمادية، قال عنها مفدي زكريا بأنها كانت لها أشعار رقيقة إلى جانب أهاجي قوية لاذعة كقولها في رجل أصلع تقدم لخطبتها:
عذيري من عاشق أصلع قبيح الإشارة والمنزع
برأس حويج إلى صفعة ووجه حويج إلى برقع
أما بلارة بنت تميم، فقد كانت مرأة سياسية، وهي التي ينسب إليها أحد قصور القلعة ويعرف بقصر بلارة، وهو المشار إليه في قول مفدي زكريا:
وفي القصر تختال بلارة تشع الضياء وتفشي السنا.
وعن دهائها السياسي تمكنها من إطفاء نار فتنة التي كادت أن تعصف بأبناء الأسرة الحمادية، فبإرشادها كونوا فيدرالية أخذا بفكرة بلارة، وهذه الفكرة هي المعبر عنها بالضياء والسنا في البيت الشعري لمفدي زكريا.
وهكذا كما انتعش العمران والأمن والاقتصاد، انتعشت حركة العلم وصارت مقصد طلاب العلم والتجار. قال عنها ابن خلدون:"رحل إليها من الثغور القاصية والبلد البعيد طلاب العلوم وأرباب الصنائع لنفاق أسواق المعارف والحرف والصنائع بها»(13).
ومن بين الذين وفدوا إليها الشاعر ابن حمديس الصقلي وابن خلدون والمقرئ الأندلسي أبو عمرو الداني وغيرهم.
واستمرت القلعة في هذا الرقي والتطور، حتى صار القرن الرابع والقرن الخامس في نظر المؤرخين، من أكثر القرون أدباء وعلماء وكتاب بالمغرب الإسلامي ويحسبان بالعصر الذهبي للآداب العربية في الديار المغربية، وبذلك تكاملت جوانب الحضارة الحمادية التي كان منطلقها مدينة القلعة، وصارت دولة بني حماد من أعظم الدول التي عرفها التاريخ الإسلامي، الأمر الذي جعل الباحثين المعاصرين يهتمون بها مثل الدكتور عبد الحليم عويس الذي قال عنها بأنها صفحة رائعة من التاريخ الجزائري(14)، كما أنها صارت مصدر فخر للجزائريين واعتزازهم بتراثهم، وتاريخهم فقد قال عنها الشاعر مفدي زكريا في إلياذته:
سلوا ابن علناس عن ذكرنا وقلعة حـماد عن مجـدنا
يجيبك ابن حمديس في الخالد ين ويصنع قوافيه من وحينا
تأثيرها في غيرها: اتسعت شهرة مدينة القلعة في بلاد الإسلام وخارج بلاد الإسلام على السواء، وقد كان لتلك الشهرة أن جعلت من النمط المعماري للقلعة نمطا مقلدا في عدة مدن إسلامية، فقد ذكر الدكتور عثمان الكعاك أن البركة المائية التي كانت بداخل قصر البحر تم تقليدها ووضعت على شاكلتها البركة المائية الموجودة في قصر الحمراء بالأندلس مما يدل على أسبقية الفن العمراني لمدينة القلعة على الفن الأندلسي(15).
ثم بعدما نقلت عاصمة الدولة الحمادية من القلعة إلى مدينة بجاية استمر الحماديون في الحفاظ على منجزاتهم العمرانية وتطويرها فأسسوا قصورا أخرى ببجاية مثل قصر أميمون، وقد قلدت قصور بحاية من طرف النرمان فامتدت شهرتها خارج بلاد الإسلام، وقال عنها المستشرق جورج ماريسي: «إن الحضارة الحمادية تظهر تحت تأثير المشرق وآثارها لا نظير لها ببقية وطن البربر، وهي شاهد قوي على رقي الحضارة الإسلامية المغروسة بالجزائر، وقد ازدهرت الموسيقى بها، وكان النرمان مغرمين بالحضارة الحمادية فوضعوا قصور بلرم على شكل قصور بجاية»(16).
سقوطها:واستمرت القلعة في طريق النماء هذا خلال عهد حماد الذي توفى سنة419هـ، وفي عهد من خلفه أيضا، إلى أن آل أمر ملكها إلى الناصر بن علناس وهو خامس ملوك بني حماد، تولى هذا الأخير الملك سنة454هـ، وفي عهده تم نقل عاصمة الدولة من القلعة إلى بجاية فصارت بجاية عاصمة للحماديين سنة460هـ، ورغم تحول الحماديين إلى بجاية بقي أهل القلعة مقيمين بها، ثم اقتلع منها الناصر كل ما كان بها من أدوات الزخرف والزينة ونقلها إلى بجاية وزينها بها.
ازداد ملك الحماديين اتساعا في عهد الناصر، واعتبر عهده من أهم عهود الدولة الحمادية، قال ابن خلدون: «اعتز آل حماد هؤلاء أيام الناصر هذا وعظم شأنه فبنى المباني الموثقة وشيد المباني العظيمة، ورد الغزوات إلى المغرب وتوغل فيه إلى أن هلك سنة481هـ، وكان نفوذه واسعا، وحدود مملكته تشمل صفاقس وقسنطينة والقيروان وغيرها...»(17).
وازدهرت بجاية في عهد الناصر بن علناس حتى صارت من أعظم مدن الجزائر والإسلام، خلدها الشعراء بأشعارهم، والمؤرخون في كتبهم، لقد قال عنها ابن الكفاه القيرواني:
قالت سعاد وقد زمت ركائبنا مهلا عليك فأنت الرائـح الغادي
فقلت تالله لا أنفك ذا سفـر تجري بي الفلك أو يحدو بي الحادي
حتى أقبل ترب العـز منتصرا بالناصـر بن علناس بـن حمـاد
واستمر الحال على هذا النحو إلى أن تحرك الموحدون في مناهضتهم للحماديين بقيادة عبد المؤمن بن علي فأناخ هذا الأخير على القلعة وقوض ما بقى منها من مباني وذلك سنة 542هـ، ورثاها شاعرها أبو عبد الله محمد بن علي الصنهاجي بقصيدة جاء فيها:
إن العروسين لا رسم ولا طلل فانظر تر ليس إلا السهل والجبل
وقصر بلّارة أودى الزمـان به فأين ما شاد منه السادة الأول؟
قصر الخلافة أين القصر من خرب غير اللجين وفي أرجائـها زحل
وليس ينهجني شيء أسـر بــه من بعد أن نهجت بالمنهج السبل
وما روى الكوكب العلوي معتلم وقد عرى الكوكب التعبير والبذل
وقـد عفى قصر حمـاد فليس له رسـم ولا أثـر باق ولا طـلل
وهي الآن أطلال في حاجة إلى من يكتشف جوانب أخرى منها لا تزال خفية هي في ذمة المهتمين بالتراث الإسلامي والحضارة الإسلامية.
[/sub]