nour aloyon مشرفة القسم
عدد المساهمات : 189 نقاط : 21838 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 22/03/2010 العمر : 32
| موضوع: من الجزائر-تاهرت مدينة أهل الحديث قديما الأربعاء أبريل 21, 2010 2:54 am | |
| [sub][b][sub]
| | [sub] ، | [/sub]
[b][sub][size=16]فتح الهاء وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان ، اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب يقال لإحداهما : تاهرت القديمة و للأخرى تاهرت المحدثة بينهما و بين المسيلة ست مراحل و هي بين تلمسان و قلعة بني حماد و هي كثيرة الأنداء و الضباب و الأمطار حتى أن الشمس بها قل أن تُرَى و دخلها أعرابي من أهل اليمن يقال له : أبو هلال ثم خرج إلى أرض السودان فأتى عليه يوم له وهج و حَر شديد و سموم في تلك الرمال فنظر إلى الشمس مُضحية راكدة على قمم الرؤوس و قد صهرَت الناسَ فقال مشيرأ إلى الشمس : أما و الله لئن عَزَزتِ في هذا المكان لطالما رأيتك ذليلة بتاهرت و أنشد: [size=16]ما خَلَقَ الرحمنُ من طرفة أشهى من الشمس بتاهرت و هي مدينة جليلة وكانت قديماً تسمى عراق المغرب ولم تكن في طاعة صاحب إفريقية و لا بلغت عساكر المسودة إليها قط و لا دخلت في سلطان بني الأغلب و إنما كان آخر ما في طاعتهم مُدن الزاب ، و قال أبو عبيد : مدينة تاهرت مدينة مسورة لها أربعة أبواب باب الصفا و باب المنازل و باب الأندلس و باب المطاحن و هي في سفح جبل يقال له جزول و لها قصبة مشرفة على السوق تسمى المعصومة و هي على نهر يأتيها من جهة القبلة يسمى مينة و هو في قبلتها و نهر آخر يجري من عيون تجتمع يسمى تاتش و منه شرب أهلها و أرضها و هو في شرقيها و فيها جميع الثمار يفوق سفرجلها الآفاق حسناً و طعماً و هي شديدة البرد كثيرة الغيوم و الثلج و قال بكر بن حماد أبو عبد الرحمن التاهرتي :
ما أخشَنَ البردَ وريعانــــــــَهُ وأطرفَ الشمسَ بتاهرت تَبدو من الغيم إذا ما بَدَت كأنها تنشر من تخـــــــت فنحن في بحر بلا لجــــــــــة تجري بنا الريح على سمت نفرح بالشمس إذا ما بدت كفرحة الذمي بالسبت
قال : و نظر رجل إلى توقد الشمس بالحجاز فقال : احرقي ما شئتِ و الله إنك بتاهرت لذليلة ، قال : و هذه تاهرت الحديثة و هي على خمسة أميال من تاهرت القديمة و هي حصن ابن بخاثة و هي شرقي الحديثة و يقال : إنهم لما أرادوا بناء تاهرت القديمة كانوا يبنون بالنهار فإذا جن الليل و أصبحوا وجدوا بنيانهم قد تهدم فبنوا حينئذ تاهرت السفلى و هي الحديثة و في قبلتها لواتة و هوارة في قرارات و في غربيها زواغة و بجنوبيها مطماطة و زناتة و مكناسة ، و كان صاحب تاهرت ميمون ابن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام و بهرام هو مولى عثمان بن عفان و هو بهرام بن بهرام بن جور بن شابور بن باذكان بن شابور ذي الأكتاف ملك الفرس و كان ميمون هذا رأس الإباضية و إمامهم و رأس الصفرية و الواصلية و كان يسلم عليه بالخلافة و كان مجمع الواصلية قريباً من تاهرت و كان عددهم نحو ثلاثين ألفاً في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها و تعاقب مملكة تاهرت بنو ميمون و إخوته ثم بعث إليهم أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أخاه الأغلب ثم قتل من الرُستمية عدداً كثيرا و بعث برؤسهم إلى أبي العباس أخيه وطِيفَ بها في القيروان و نُصبت على باب رقادة و ملك بنو رستم تاهرت مائة و ثلاثين سنة ، و ذكر محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب ابن رستم و كان خليفة لأبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح بن عبيد بن حرملة المعافري أيام تغلبه على إفريقية بالقيروان فلما قتل محمد بن الأشعث أبا الخطاب في صفر سنة 144هجرية، هرب عبد الرحمن بأهله و ما خف من ماله و ترك القيروان ، فاجتمعت إليه الإباضية و اتفقوا على تقديمه و بنيان مدينة تجمعهم فنزلوا موضع تاهرت اليوم و هو غَيضة أشِبَة و نزل عبد الرحمن منه موضعاً مربعا لا شَعراء فيه فقالت البربر نزل تاهرت تفسيره الدف لتربيعه و أدركتهم صلاة الجمعة فصلى بهم هناك فلما فرغ من الصلاة ثارت صيحة شديدة على أسد ظهر في الشعراء فأخذ حيا وأتي به إلى الموضع الذي صلى فيه و قُتل فيه فقال عبد الرحمن بن رستم: هذا بلد لا يفارقه سفك دم و لا حرب أبدا و ابتدأوا من تلك الساعة و بنوا في ذلك الموضع مسجداَ و قطعوا خشبة من تلك الشعراءِ و كل على ذلك إلى الآن و هو مسجد جامعها و كان موضع تاهرت ملكاً لقوم مستضعفين من مراسة و صنهاجة فأرادهم عبد الرحمن على البيعة فأبوا فوافقهم على أن يؤدوا إليهم الخراج من الأسواق و يبيحوا لهم أن يبنوا المساكن فاختطوا و بنوا و سموا الموضع معسكر عبد الرحمن بن رُستم إلى اليوم ، و قال المهلبي : بين أشير و تاهرت أربع مراحل و هما تاهرتان القديمة و الحديثة و يقال للقديمة : تاهرت عبد الخالق ، و من ملوكها بنو محمد بن أفلح بن عبد الرحمن بن رستم . قلت :لم تخل هذه المدينة العريقة من أهل العلم بل أخرجت أول محدث عالم بالحديث و فنونه في الجزائر ، فقد كان بكر بن حماد من أبناء تلك البلدة المباركة و لم تعقم بعده أبدا بل أنجبت العديد منهم و لا يسعنا اليوم إلا أن نذكر الإخوة القراء ببعضهم ممن أغفل حتى نسي لعله يكون حافزا لأهل تلك المنطقة و غيرها من ربوع الجزائر الحبيبة ، فيعيدوا مجد أجدادهم و ينشروا علم سلفهم .
بكر بن حماد التاهرتي من العلماء النقاد قال العجلي في ثقاته (2/254) :"و قال بكر من حماد التاهرتي و كان من أئمة الحديث" . روى عن مسدد بن مسرهد و من في طبقته روى عنه أهل الأندلس منهم قاسم بن أصبغ و غيره كان على طريقة السلف صالحا ورعا علما سنيا و كان يقول الشعر الحسن و لعل من أشهر شعره رده على عمران بن حطان الخارجي الذي قال : يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره حيناً فأحسبـه أوفى البرية عند الله ميزانـــا فرد عليه قائلا : قل لابن ملجم والأقدار غالبـــة هدمت ويلك للإسلام أركانـــا قتلت أفضل من يمشي على قــدمٍ وأول الناس إسلاماً وإيمانــــا وأعلم الناس بالقرآن ثم بمــــا سن الرسول لنـا شرعاً وتبيانــا صهر النبي ومولاه ونــــاصره أضحت مناقبه نوراً وبرهانــــا وكان منه علي رغم الحسود لــه ما كان هارون من موسى بن عمرانا وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً ليثاً إذا لقي الأقران أقرانـــــا ذكرت قاتله والدمع منحـــدر فقلت سبحان رب الناس سبحانـا إني لأحسبه ما كـــان من بشرٍ يخشى المعاد ولكن كان شيطانــا أشقى مراداً إذا عدت قبائلـــها وأخسر الناس عند الله ميزانـــا كعاقر الناقة الأولى التي جلبــت على ثمود بأرض الحجر خسرانــا قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها قبل المنية أزماناً فأزمانـــــا فلا عفا الله عنه ما تحمــــله ولا سقى قبر عمران بن حطانــا لقوله في شقي ظل مجترمــــاً ونال ما ناله ظلماً وعدوانـــاً يا ضربة من تقي ما أراد بهـــا إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانـا بل ضربةً من غويٍّ أوردته لظـى فسوف يلقى بها الرحمن غضبانـا
قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي دخل الأندلس، و كان من جلساء بكر بن حماد التاهرتي ، و ممن أخذ عنه ، قاله أبو محمد علي بن أحمد ، و هو والد أبي الفضل أحمد بن قاسم الذي روى عنه أبو عمر بن عبد البر.جذوة المقتبس (1/120) .
أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتى البزاز أبو الفضل ولد بتاهرت سنة تسع و ثلاث مئة (309) ، و أتى مع أبيه صغيراً إلى الأندلس ، و كان أبوه من جلساء أبي بكر بن حماد التاهرتي و ممن أخذ عنه ، قاله أبو محمد علي بن أحمد ؛ وطلب الحديث في سنة أربع وثلاثين و قد روى عنه أبو عمران الفاسي موسى بن عيسى بن أبي حاج ، فقيه القيروان و قال أبو عمر بن عبد البر : سمع أبو الفضل التاهرتي من ابن أبي دليم ، و قاسم ابن أصبغ و وهب بن مسرة ، و محمد بن معاوية القرشي ، و أبي بكر الدينوري ؛ و كان ثقة فاضلاً اختص بالقاضي منذر بن سعيد ، وسمع منه تواليفه كلها ، قال أبو عمر: و قد لقيته و سمعت كثيراً منه أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النميري، قال: حدثني أحمد بن قاسم التاهرتي بكتاب صريح السنة لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، و بكتاب فضائل الجهاد له ، و برسالته إلى أهل طبرستان المعروفة بالتبصير عن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري ، عن الطبري ، و كان ذا زهد و تعبد و انقباض مع الثقة و العلم توفي في جمادى الآخرة سنة خمس و تسعين و ثلاث مئة ، و له ست و ثمانون سنة .السير (17/89) .
ابن الربيب التاهرتي الحسن بن محمد التميمي القاضي التاهرتي المعروف بابن الربيب. طلب العلم بالقيروان وكان محمد بن جعفر القزاز معيناً به محباً له ، فبلغ النهاية في الأدب و علم الخبر و النسب، و له في ذلك تأليف مشهور ، وتولى القضاء. و كان يقول الشعر الجيد ، توفي سنة عشرين و أربعمائة ، وقد جاوز الخمسين. ومن شعره: من الطويل فلما التقى الجمعان واستمطر الأسى مدامع منا تمطر الموت والدمـا لدى مأتم للبين غنى به الهـــوى بشجوٍ وحن الشوق فيه فأرزما تصدت فأشجت ثم صدت فأسلمت ضميرك للبلوى عقيلة أسلمـا و منه يرثي المنصور بن محمد بن أبي العرب : من الكامل يا قبر لا تظلم عليه فطالمـــا جلى بغرته دجى الإظلام أعجب بقبرٍ قيس شبرٍ قد حوى ليثاً وبحر ندىً وبدر تمام ومنه يرثي جماعةً قتلوا: من الطويل وهون وجدي أنهم خمسةٌ مضـوا وقد أقعصوا خمسين قرماً مسومــا وكان عظيماً لو نجوا غير أنهـم رأوا حسن ما أبقوا من الذكر أعظما و قد طول ابن رشيق ترجمته في الأنموذج ، و أورد له شعراً كثيراً و تكلم على معانيه و بديعه. الوافي بالوفيات(4/201) .
عمر بن إبراهيم بن مالك الأنصاري أبو حفص التاهرتي روى بقرطبة عن أبي عبد الله بن مطرف الكناني ؛ روى عنه أبو محمد بن هذيل و الفهري سنة ست و أربعين و أربعمائة . الذيل و التكملة (2/442) .
أبو محمد عبد الله بن منصور التاهرتي كان من الفضلاء في الأدب و الفقه و له شعر و كتب عني من الحديث كثيراً سنة 527 و رجع إلى المغرب و روى بها و مات سنة 553 . معجم البلدان (4/303) . هذا ما وسعنا ذكره من أئمة هذه البلدة و علمائها ، و لا شك أننا قد أغفلنا الكثير منهم لكن اليسير المذكور مرشد إلى العظيم المطمور ، رحم الله علماءنا الأبرار و أسكنهم فسيح جناته و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .
[/size][/size][/sub][/sub][/size][/b][/sub][/sub][/size][/b]</SUB> | |
|